أكد الاستطلاع العالمي السنوي الأخير الذي أجرته مؤسسة ماكينزي حول الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي، على النمو الهائل لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي. فبعد أقل من عام من الظهور الأول للعديد من هذه الأدوات، قال ثلث المشاركين في الاستطلاع إن مؤسساتهم تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي بانتظام في قسم واحد على الأقل. وفي خضم التطورات الأخيرة، لم يعد موضوع الذكاء الاصطناعي مقتصرًا على موظفي التكنولوجيا، بل أصبح محور تركيز قادة الشركات، حيث قال ما يقرب من ربع مسؤولي الإدارات العليا الذين شملهم الاستطلاع أنهم يستخدمون شخصياً أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في العمل، فيما قال أكثر من ربع المشاركين من الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي إن الذكاء الاصطناعي التوليدي مدرج في جداول أعمال مجالس إدارتهم. علاوة على ذلك، قال 40 في المائة من المشاركين أن مؤسساتهم بشكل عام تعتزم زيادة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي نتيجة التطورات في الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتُظهر نتائج الاستطلاع أننا ما زلنا نخطو الخطوات الأولى في مجال إدارة المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث قال أقل من نصف المشاركين أن مؤسساتهم تخفف من المخاطر بما في ذلك تلك التي تعتبر الأكثر ارتباطاً بالذكاء الاصطناعي، ألا وهي عدم الدقة.
للمزيد من الرؤى والتقارير من ماكنزي باللغة العربية
شاهد مجموعة المقالات الخاصة بنا باللغة العربية، واشترك في النشرة الإخبارية العربية الشهرية
ويشار إلى أن المؤسسات التي عملت في وقت سابق على تضمين قدرات الذكاء الاصطناعي في عملها كانت أول من استكشف إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي. أما المؤسسات التي تستفيد بشكل كبير من قدرات الذكاء الاصطناعي التقليدية - وهي مجموعة نطلق عليها اسم "أصحاب الأداء العالي في الذكاء الاصطناعي" – فقد أثبتت تفوقها بالفعل على المؤسسات الأخرى في اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.1
أظهر الاستطلاع كذلك أن الاضطراب المتوقع في الأعمال بسبب الذكاء الاصطناعي التوليدي سيكون كبيراً، حيث توقع المشاركون حدوث تغييرات مستهدفة في القوى العاملة لديهم. كما توقعوا خفض القوى العاملة في مجالات معينة، والقيام بجهود كبيرة في صقل المهارات الحالية لمواكبة الاحتياجات المتغيرة للمواهب. ومع ذلك، ففي حين أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يحفز اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، إلا أننا لا نرى سوى زيادات هادفة قليلة في اعتماد المؤسسات لهذه التقنيات. فقد ظلت النسبة المئوية للمؤسسات التي تتبنى أياً من أدوات للذكاء الاصطناعي ثابتة منذ عام 2022، ولا يزال اعتمادها يتركز في عدد صغير من الوظائف التشغيلية.
جدول المحتويات
- على الرغم من حداثته، إلا أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ينتشر على نطاق واسع
- الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي تعزز تفوقها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي
- تغير في مشهد احتياجات المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوقعات بأن تكون تأثيرات الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة كبيرة
- مع توجه الأنظار نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا يزال اعتماد الذكاء الاصطناعي وتأثيره ثابتين
- 5. لمحة عن الاستطلاع
1. على الرغم من حداثته، إلا أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ينتشر على نطاق واسع
أظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجري ميدانياً في منتصف أبريل 2023 - أنه على الرغم من التوفر العام الحديث للذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا إن تجربة الأدوات أصبح أمراً شائعاً نسبياً، وتوقع المشاركون في الاستطلاع أن تساهم القدرات الجديدة في تحويل قطاعاتهم. وقد استحوذ الذكاء الاصطناعي التوليدي على اهتمام قطاع الأعمال: فالأفراد عبر مختلف المناطق والصناعات والمستويات الوظيفية يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي في العمل وخارجه. وقال 79 في المائة من جميع المشاركين في الاستطلاع إنهم على معرفة ما بالذكاء الاصطناعي التوليدي، سواء في العمل أو خارجه، فيما قال 22 في المائة إنهم يستخدمونه بانتظام في عملهم. وفي حين أن الاستخدام المبلغ عنه متشابه تماماً عبر المستويات الوظيفية، إلا أنه يسجل ارتفاعًا بين المشاركين الذين يعملون في قطاع التكنولوجيا وأولئك الذين يعيشون في أمريكا الشمالية.
وقد أصبح من الشائع اليوم أن تستخدم المؤسسات الذكاء الاصطناعي التوليدي. فقد أكد ثلث المشاركين في الاستطلاع أن مؤسساتهم تستخدم حالياً الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل منتظم في قسم واحد على الأقل، ما يعني أن 60 في المائة من المؤسسات التي أبلغت عن اعتماد الذكاء الاصطناعي تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي. علاوة على ذلك، قال 40 في المائة من المشاركين الذين أبلغوا عن اعتماد الذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم إن إدارتهم تتوقع زيادة عامة في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي، فيما قال 28 في المائة إن الذكاء الاصطناعي التوليدي مدرج على جدول أعمال مجالس إدارتهم. ومن الجدير بالذكر أن الأقسام التي عادة ما يُبلغ عن استخدامها لهذه الأدوات الأحدث هي نفسها الأقسام التي يشيع فيها الاستخدام العام للذكاء الاصطناعي، وهي: التسويق والمبيعات، وتطوير المنتجات والخدمات، وعمليات الخدمة، مثل خدمة العملاء ودعم المكاتب الخلفية. ويشير هذا إلى أن المؤسسات تسعى إلى استخدام هذه الأدوات الجديدة حيثما يكون لها قيمة أكبر. وفي بحثنا السابق، أظهرت هذه المجالات الثلاثة، إلى جانب هندسة البرمجيات، إمكانية تحقيق حوالي 75 في المائة من القيمة السنوية الإجمالية من حالات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.
كانت التوقعات بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي مرتفعة عند بدء انطلاقته، حيث توقع ثلاثة أرباع جميع المشاركين في الاستطلاع أن يتسبب الذكاء الاصطناعي في إحداث تغيير كبير أو تغيير جذري في طبيعة المنافسة في قطاعات أعمالهم في السنوات الثلاث المقبلة. وكانت غالبية المشاركين في الاستطلاع ممن توقعوا حدوث تغيير جذري في الذكاء الاصطناعي يعملون في قطاعي التكنولوجيا والخدمات المالية. وأظهر بحثنا السابق أنه في حين من المرجح أن تشهد جميع القطاعات درجة معينة من الاضطراب، إلا أن مستوى التأثير في الغالب سيكون متبايناً ومن المرجح أن تشهد القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على العمل المعرفي المزيد من الاضطراب - وقد تحقق في المقابل المزيد من القيمة. وتشير تقديراتنا إلى أن شركات التكنولوجيا ستكون على الأرجح الأكثر تأثراً بالذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو الأمر غير المفاجئ، حيث ستكتسب قيمة تعادل ما يصل إلى 9 في المائة من إيرادات القطاع العالمي. وبالمثل، قد تشهد القطاعات القائمة على المعرفة مثل الخدمات المصرفية (ما يصل إلى 5 في المائة)، والمستحضرات الصيدلانية والمنتجات الطبية (ما يصل إلى 5 في المائة أيضاً)، والتعليم (ما يصل 4 في المائة) تأثيرات كبيرة أيضاً. وعلى النقيض من ذلك، فإن القطاعات القائمة على التصنيع، مثل الطيران، والسيارات، والإلكترونيات المتقدمة، قد تشهد تأثيرات لا تتسبب بنفس القدر من الاضطرابات. وهذا يتناقض مع تأثير موجات التكنولوجيا السابقة التي أثرت على التصنيع أكثر من غيره، ويرجع ذلك إلى أن أوجه قوة الذكاء الاصطناعي التوليدي هي في الأنشطة القائمة على اللغة، على عكس تلك التي تتطلب عملاً بدنياً.
تشير الإجابات إلى أن العديد من المؤسسات لم تتعامل حتى الآن مع المخاطر المحتملة المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي
وفقاً للدراسة، يبدو أن عدد الشركات المستعدة بشكل كامل لانتشار استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل واسع النطاق أو مواجهة المخاطر التجارية التي قد تجلبها هذه الأدوات، قليل نسبياً. فقد قال 21 في المائة فقط من المشاركين الذين أبلغوا عن اعتماد الذكاء الاصطناعي أن مؤسساتهم وضعت سياسات تنظم استخدام الموظفين لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملهم. وعند طرحنا سؤالاً محدداً عن المخاطر التي قد تنشأ عن اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي، قال عدد قليل من المشاركين إن شركاتهم تخفف من الخطر الأكثر شيوعاً في الذكاء الاصطناعي وهو عدم الدقة. وركز المشاركون على خطر "عدم الدقة" بشكل أكبر من تركيزهم على خطر "الأمن السيبراني" و"الامتثال التنظيمي"، مقارنة مع الاستطلاعات السابقة. وقال 32 في المائة فقط إنهم يعملون على تخفيف خطر عدم الدقة، فيما أبلغت نسبة أكبر من المشاركين (38 في المائة) عن تخفيف مخاطر الأمن السيبراني. ومن المثير للاهتمام أن هذا الرقم أقل بكثير من نسبة المشاركين الذين أبلغوا عن تخفيف الأمن السيبراني المرتبط بالذكاء الاصطناعي التوليدي العام الماضي (51 في المائة). وبشكل عام، كما رأينا في السنوات السابقة، قال معظم المشاركين أن مؤسساتهم لا تعالج المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
2. الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي تعزز تفوقها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي
أظهرت نتائج الاستطلاع أن أصحاب الأداء العالي في مجال الذكاء الاصطناعي - أي المؤسسات التي يقول المشاركون فيها إن ما لا يقل عن 20 في المائة من الأرباح قبل الفوائد والضرائب في عام 2022 كانت تعزى إلى استخدام الذكاء الاصطناعي - تتجه نحو الذكاء الاصطناعي، سواء من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي أو قدرات الذكاء الاصطناعي التقليدية. هذه المؤسسات التي تحقق قيمة كبيرة من الذكاء الاصطناعي تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأعمال أكثر مما تفعله المؤسسات الأخرى، لا سيما في مجالات مثل تطوير المنتجات والخدمات وإدارة المخاطر وسلسلة التوريد. وعند النظر إلى قدرات الذكاء الاصطناعي بأكملها - بما في ذلك تعزيز قدرات التعلم الآلي التقليدية، وأتمتة العمليات الروبوتية، وروبوتات الدردشة - فإن أصحاب الأداء العالي في مجال الذكاء الاصطناعي أكثر ميلاً لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير المنتجات والخدمات، لاستخدامات مثل تحسين دورة تطوير المنتج، وإضافة ميزات جديدة إلى المنتجات الحالية، وإنشاء منتجات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. تستخدم هذه المؤسسات أيضاً الذكاء الاصطناعي أكثر من غيرها في نمذجة المخاطر والاستخدامات داخل الموارد البشرية مثل إدارة الأداء والتصميم المؤسسي وتحسين نشر القوى العاملة.
وهناك اختلاف آخر يميزهم عن أقرانهم، وهو أن جهود الذكاء الاصطناعي التوليدي التي يبذلها أصحاب الأداء العالي تكون أقل توجهاً نحو خفض التكاليف، وهو ما يمثل أولوية قصوى لدى المؤسسات الأخرى. والجدير بالذكر أن نسبة المشاركين من أصحاب الأداء العالي في مجال الذكاء الاصطناعي الذين يقولون إن الهدف الأسمى لمؤسساتهم بشأن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو إنشاء أعمال جديدة كلياً أو خلق مصادر جديدة للإيرادات، قد يبلغ ضعف غيرهم، وهم الأكثر ترجيحاً إلى أن يشيروا إلى الزيادة في قيمة العروض الحالية بفضل الميزات الجديدة القائمة على الذكاء الاصطناعي.
في الأعوام السابقة، لاحظنا أن المؤسسات ذات الأداء العالي تميل للاستثمار بشكل أكبر في الذكاء الاصطناعي مقارنةً بالمؤسسات الأخرى. وتزيد احتمالية أن يشير أصحاب الأداء العالي إلى إنفاق أكثر من 20% من ميزانيتهم الرقمية على مشروعات الذكاء الاصطناعي بمقدار خمسة أضعاف، كما يوظفون تقنياته على نطاق أوسع في مختلف أقسام المؤسسة. ويتجه المشاركون العاملين في المؤسسات ذات الأداء العالي بشكل أكبر للإفصاح عن أن مؤسساتهم تبنت الذكاء الاصطناعي في أربع مجالات أو أكثر، حيث استخدمت مجموعة واسعة من تقنيات الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يشير هؤلاء المشاركين غالبًا إلى استخدام الرسوم البيانية المعرفية في منتج أو عملية تجارية واحدة على الأقل، بجانب استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي والتقنيات المرتبطة باللغة الطبيعية.
وفي حين أن أصحاب الأداء العالي في الذكاء الاصطناعي يواجهون كغيرهم تحديات في تحقيق القيمة من الذكاء الاصطناعي، تشير النتائج إلى أن الصعوبات التي يواجهونها تعكس نضجهم النسبي في مجال الذكاء الاصطناعي، في حين يواجه الآخرون صعوبات أكبر تتعلق بالمقومات الأساسية والاستراتيجية لاعتماد الذكاء الاصطناعي. وغالباً ما يشير المشاركون من أصحاب الأداء العالي في مجال الذكاء الاصطناعي إلى النماذج والأدوات، مثل مراقبة أداء النموذج في الإنتاج وإعادة تدريب النماذج حسب الحاجة عبر الزمن، باعتبارها التحدي الأكبر الذي يواجههم. وبالمقارنة، يشير المشاركون الآخرون إلى قضايا استراتيجية، مثل وضع رؤية واضحة ومحددة للذكاء الاصطناعي ترتبط بقيمة الأعمال أو إيجاد موارد كافية.
تقدم نتائج الاستطلاع دليلاً إضافياً على أن أصحاب الأداء العالي أنفسهم لم يتقنوا بعد أفضل الممارسات المتعلقة باعتماد الذكاء الاصطناعي، كما هو الحال مع نُهج عمليات التعلم الآلي، على الرغم من أن فرص إتقانهم لها أكثر ترجيحاً من غيرهم. على سبيل المثال، أبلغ 35 في المائة فقط من المشاركين من أصحاب الأداء العالي في مجال الذكاء الاصطناعي أن مؤسساتهم تجمع المكونات الحالية، بدلاً من إعادة اختراعها، حيثما أمكن ذلك. وهذه نسبة أكبر بكثير من نسبة المشاركين من المؤسسات الأخرى الذين أبلغوا عن هذه الممارسة (19 في المائة).
وقد تدعو الحاجة إلى إتقان العديد من تقنيات وممارسات عمليات التعلم الآلي المتخصصة من أجل اعتماد بعض حالات الاستخدامات الأكثر تحويلية، والتي يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي تقديمها - والقيام بذلك بطريقة آمنة قدر الإمكان. وتعد عمليات النموذج المباشر أحد هذه المجالات، حيث يمكن لأنظمة المراقبة وإعداد التنبيهات الفورية لتمكين الحل السريع للمشكلات أن تُخضع أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي للمراقبة. ويتميز أصحاب الأداء العالي في هذا المجال، رغم أنه لا يزال أمامهم مجالاً للتطور والنمو، حيث يقول ربع المشاركين في هذه المؤسسات إن نظامهم بالكامل يخضع للمراقبة ومجهز بتنبيهات فورية، مقارنة بـ 12 في المائة فقط من المشاركين الآخرين.
3. تتطور احتياجات المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي باستمرار، ومن المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثيرًا كبيرًا على القوى العاملة
تشير نتائج أحدث استبيان أجريناه إلى وجود تطور في الأدوار التي تتبناها المؤسسات لتحقيق أهدافها في الذكاء الاصطناعي. وخلال العام الماضي، وظّفت المؤسسات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي مهندسي البيانات ومهندسي التعلم الآلي وعلماء بيانات الذكاء الاصطناعي - هذه هي الأدوار التي أشار إليها المشاركون بشكل رئيسي في الاستبيان السابق. مع ذلك، كان هناك تراجع في توظيف مهندسي البرمجيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، حيث كانت نسبتهم 39% في الاستبيان السابق مقارنةً بـ 28% في الاستبيان الأخير. بالإضافة إلى ذلك، بدأت تظهر أدوار جديدة مثل الهندسة الفورية مع الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث ذكر 7% من المشاركين أن مؤسساتهم قد وظّفت مهندسين في هذا المجال في العام الماضي.
4. مع توجه الأنظار نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا يزال اعتماد الذكاء الاصطناعي وتأثيره ثابتين
على الرغم من أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي ينتشر بشكل متسارع، إلا أن بيانات الاستطلاع لا تُظهر أن هذه الأدوات الحديثة تشكل حافزاً لدى المؤسسات لاعتماد الذكاء الاصطناعي بشكل عام. فنسبة المؤسسات التي اعتمدت الذكاء الاصطناعي لا تزال ثابتة، في الوقت الحالي على الأقل، حيث أفاد 55 في المائة من المشاركين أن مؤسساتهم اعتمدت الذكاء الاصطناعي. في المقابل، لا تزال نسبة المشاركين الذين قالوا إن مؤسساتهم قد اعتمدت الذكاء الاصطناعي في أكثر من قسم واحد أقل من الثلث، مما يشير إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي لا يزال محدود النطاق. في المقابل، أشار المشاركون غالباً إلى قسمي تطوير المنتجات والخدمات وعمليات الخدمة عند سؤالهم عند الأقسام الأكثر اعتماداً للذكاء الاصطناعي، كما كان الحال في الاستطلاعات الأربعة السابقة. وبشكل عام، قال 23 في المائة فقط من المشاركين إن ما لا يقل عن 5 في المائة من الأرباح التي حققتها مؤسساتهم في العام الماضي، قبل احتساب الفوائد والضرائب، كانت تُعزى إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، وهي نفس النسبة التي سجلها الاستطلاع السابق، مما يشير إلى إمكانية أكبر لتحقيق المزيد من القيمة.
تواصل المؤسسات جني الإيرادات في مجالات الأعمال التي تستخدم فيها الذكاء الاصطناعي، وتخطط لزيادة استثماراتها هناك في السنوات المقبلة. ويمكن ملاحظة أن غالبية المشاركين قد أبلغوا عن زيادات في الإيرادات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي داخل الأقسام التي تستخدم الذكاء الاصطناعي. وباستشراف المستقبل، يتوقع أكثر من الثلثين أن تقوم مؤسساتهم بزيادة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة.
لمحة عن الاستطلاع
أُجري الاستطلاع الميداني في الفترة من 11 إلى 21 أبريل 2023، وشارك فيه 1684 فردًا يمثلون مجموعة كاملة من المناطق والقطاعات والشركات من مختلف الأحجام والتخصصات والأدوار الوظيفية. ومن بين هؤلاء المشاركين، قال 913 إن مؤسساتهم اعتمدت الذكاء الاصطناعي ضمن قسم واحد على الأقل، وطُرحت عليهم أسئلة تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم. وبهدف تعديل الفوارق في معدلات المشاركة، قمنا بترجيح البيانات وفقاً لمساهمة كل بلد من البلدان التي ينتمي إليها المشاركون في الناتج المحلي الإجمالي العالمي.